وشم عربي يحاكي صحراء الغياب-خليل الوافي-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

وشم عربي يحاكي صحراء الغياب

  خليل الوافي    

تذكرت صوت الطير
في سماء تحلم
ان تكون سماء
مشيت كل الطريق
تعلمت كيف يخطو
ظلي ويقفز على المستحيل
نظرت في عيون
الذين يحملون اسمائهم
في دفاتر الولادة والهجرة
البعيدة في السؤال البعيد
حلمت مثل غيري
ان السماء تمطر ارواح العائدين
الى متاهات الجرح القديم
وهدهد يفتفي اثر الجرح
في قوافل تائهة
في سراب الكلام المباح
تحت ليل يوشك ان ينتهي
يطل على صبح خجول
يرتب اوراقنا الممزقة
على طاولة الاختيار السخيف
تمطر العيون وحشة
الاماكن وسواد اللون
يحتكر راية الوطن
والطفولة تختزل ذاكرة
تكابد حفظ الصور
يتكرر المشهد والشاهد
عن فحوى الخبر
سوق تجتر اجسادنا
للبيع وارقام مشفرة
على ايقاع المؤشرات
العالقة في لهفة اللقاء
تبيع عيونك وتشتري
زيف العبارات الجميلة
في رسائل العشاق
والكلمات المحاصرة
بتاشيرة الدخول
الى عالم المعاني
وغربة البلاغة في ثنايا
العبارات الحزينة
في نبرة الهمس
في اذن صاحبي
وعن موت الظلال
الموقنة بالزوال
في شاطىء الانتظار
تفشي العذراء باسرار
الجرح القابع
في طريقة تطرح السؤال
هو المحال الملتهب
في اشارة الجندي
خلف السياج
احتمي بمعصمي
وتنزل قدمي عن سير الركب
والغبار يستر فرحتنا
على الحدود
لا تبكي يا صاحبي
الشمس تشرق كل صباح
ولا تنسى نصيبك من البكاء
على اطلال رحلت
مع قوافل النسيان
المصرة على البقاء
لا ترحل يا صاحبي
اشتاق اليك كل صباح
وانتظر فيك عودتي
الى الديار والشجر
المؤانس لحجم الغابة
في ضباب الرؤية
عن التي تغرق
في الوحشة الملفوفة بالغياب
ولا تسالني عن التي احببت
كان الزمن عبير ذكريات
غارقة في صمت الاحتجاج
ورغبة هاربة من طفولة
مزقتها صور المراهقة
التافهة فوق رفوف
كتب لاتقوى ان تفصح
عن نفسها رغم حمولتها الزائدة
تذكرت كل صور
التي تحمل اسمي
وتذكرت الدروب الضيقة
في ذوبان العواطف
الفائضة من دموع الاحبة
وتصافح الايادي البريئة
من حقد الحاقدين
على باب حارتنا
كنت اعود من المدرسة
وفي جيبي قطعة شكولاطة
افرح وتفرح عيون اطفال الحي
وادق الباب
يدق قلبي فرحا
تغيب امي الى السوق
وتقبلني جارتنا
وصوتها اعرفه
وهي تحمل قطعة خبز
وكاس شاي [b]
وابنائها اخوتي في درب طفولتي
اشتقت اليك يا صاحبي
وانت تحمل كراستي
ونعالج الفروض
في وقت لم تكن فيه القروض
هل تعلم يا صاحبي
ان المعرفة تضيئها
شموع الدكاكين المزدحمة بكل شيء
والبساطة المفرطة
تحكيها الجدران والاسطح
المطلة على بعضها
والابواب مفتوحة على مصرعيها
تستقبل الدفء ونبل الجوار
وتختزل زمن اللحمة
واختيار فصول الربيع
وتزهر الصحراء قوافل بدو
يحملون عبق العودة
الى الديار
احن الى كل ما يتبقى مني
في صورة امي
وصوت ابي على الدرج
نسيت ان اكتب اسمي
كي لا اعرف من انا



 
  خليل الوافي-المغرب (2011-11-15)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

وشم عربي يحاكي صحراء الغياب-خليل الوافي-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia